أطفال الزلزال في صلب اهتمامات الحركة الكشفية المغربية

كما يعلم الجميع، حظي أطفال المناطق المتضررة من زلزال الحوز، بعناية كبيرة وباهتمام بالغ من قبل السلطات العمومية، والفاعلين المحليين، وجمعيات المجتمع المدني، تتقدمهم الجمعيات المنضوية تحت لواء الجامعة الوطنية للكشفية المغربية.

وقد جاء هذا الاهتمام أولا: تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله الرامية إلى ضمان المواكبة، والتكفل بالأشخاص المتضررين من الزلزال في مختلف عناصر حياتهم الخاصة والعامة، وليتمكن العديد من الضحايا الذين أصيبوا بصدمات نفسية جراء الزلزال من تجاوز هذه المحنة المؤلمة بإيمان وصمود.

وثانيا: أن الكشفية منذ نشأتِها تمارس مهامها كإطار للتنشئة و التربية على قيم المواطنة الحقّة والدفاع عن الوحدة الترابية، وما يتهدد أبناء الوطن جراء الكوارث والزلازل بتقديم الدعم التربوي والنفسي.

لقد كان للجامعة الوطنية للكشفية المغربية دور مميز في هذا الإطار، حيث هرعت فروع الجمعيات المنضوية تحت لوائها نحو هذه المناطق لتقديم يد العوم والمساعدة، بالمساهمة بما يتوفر لديها من إعانات مادية ومعنوية بتقديم مواد غذائية وأفرشة وأغطية وملابس للأسر، وتنظيم ورش دعم نفسي وتربوي تتضمن فقرات للأطفال، شملت الألعاب الجماعية والفردية والمسابقات الثقافية والترفيهية، تناسب أعمارهم ووسطهم الاجتماعي، بهدف الترويح عنهم وإخراجهم من دائرة التفكير في الزلزال.

وكان لبادرة مشاركة بعض من هؤلاء الأطفال في المخيم الكشفي العربي الثالث والثلاثين الذي نظم بمحمية المرموم الصحراوية بدبي بالإمارات العربية المتحدة تحت شعار: “الكشفية نهج الاستدامة” من 15 إلى 25 دجنبر 2023 أثرها البليغ في نفوس الأطفال المشاركين من هذه المناطق.

بل إن الأثر انتقل إلى أفراد أسرهم وأهاليهم، في إستحسان وتنويه بالبادرة، كما عبرت عن ذلك كل سلطات المناطق المتضررة من الزلزال، على اعتبار أنها تنم عن حس تضامني كبير، لكون الأطفال استفادوا من حصص استجمام وترفيه وسياحة خارج مناطقهم بل خارج بلدهم الأم نحو بلدان وعوالم أخرى، ساعدتهم في التغلب على التأثير النفسي والاجتماعي للزلزال، وفي نفس الآن كان لها وقع كبير على تفكيرهم.

إن البادرة التي قدمتها الجامعة الوطنية للكشفية المغربية بتعاون مع المنظمة الكشفية العربية، سمحت لهؤلاء الأطفال الذين شاركوا في المخيم الكشفي العربي الثالث والثلاثين الذي احتضنته جمعية الكشافة الإمراتية بمحمية المرموم الصحراوية بدبي، والتي وفرت العديد من الإمكانيات المادية واللوجستيكية، والألعاب المتفردة والخاصة بمختلف الأعمار مشفوعة ببرنامج تثقيفي، ترفيهي وسياحي، أشرف على وضعه وتنفيده متخصصون في التخطيط الاستراتيجي والتطوير المؤسسي والذاتي تضمن ورشات تربوية، تثقيفية وزيارات لأماكن سياحية وتراثية، كان له أثر في علاقاتهم الإنسانية، مع أنفسهم، ومع أقرانهم.

إن مبادرة الجامعة الوطنية للكشفية المغربية أتت لبعث رسائل دفئ وحب وتضامن كبير لأطفال المناطق المتضررة من الزلزال، ومن خلالهم لأسرهم، خاصة أولائك الذين شاركوا في أنشطة الجامعة الخارجية أو تلك التي نظمتها في المغرب في إطار المخيم الكشفي الدامج أو القوافل الكشفية الدامجة بالقرب من مناطق سكناهم.

وخير دليل على هذا الأثر الإيجابي لمبارة الجامعة الوطنية للكشفية المغربية تلك التدوينة الجميلة والمثيرة لأحد الأطفال المشاركين في المخيم الكشفي العربي الثالث والثلاثين بمحمية المرموم الصحراوية بدبي على صفحته والتي تبين أن أفضل استثمار في هؤلاء الشباب هو تحفيزهم وتتبعهم وتثمين عملهم ومبادراتهم كما قال الرئيس المنتدب للجامعة الوطنية للكشفية المغربية القائد شكيب بنعياد.

القائد محمد العبدلاوي

عن Mohamed Wahbi

شاهد أيضاً

أطفال زلزال الحوز في صلب اهتمام الحركة الكشفية

” في الثامن من شتنبر 2023، ضرب زلزال قوي بقوة 6.8 درجة المغرب. كان مركز …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Wordpress Social Share Plugin powered by Ultimatelysocial